غباء الطاغية يتحدي فكره السياسى

لا اجد غباء اكثر من غباء طواغيت العرب خلال 2011.. قامت ثورات بداية من تونس ، فخرجت التصريحان بأننا لسنا تونس !!.. ولكن بسبب المناخ الفاسد الذي خلفه الطاغية في بلاده علي مدار عشرات السنين .. لم يدرك ان تأثير الدينامو سيأتي لنفضه من فوق كرسي ملتصق بمؤخرته حتي آخر نفس !!.. فقامت ثورة بمصر وتبعتها اليمن وبعدها ليبيا والبحرين وان اختلفت اسبابها .. واخيرا سوريا ..

في مصر ، وتحت ضغط الثورة وعدم دعم المجتمع الدولي لمبارك وتخلي الجيش عن حماية الشرعية وفق كلام مبارك ، لم يكن امامه غير خيار الانسحاب .. ولكن مع تسليم السلطة للجيش !!، مخالف الدستور حينئذ.. ولكن في غمرة انتشاء المصريين ، يمكن القول بانهم كانوا اكثر رحابة من عدم الالتفات لمن يتولي السلطة طالما مبارك رحل ..

مبارك لم يسقطه الشعب او الجيش .. ولكن حقيقة الامر ان ملف التوريث وحماقة ابنه وسعيه للرئاسة بشتي الطرق هي التي اوقعت مبار واسرته في هذه النهاية المشينة ، التي لم يجد احد يدعمه ويحمي اركان سلطانه في آخر ايامه .. فلا الشعب يطيقه هو وابنه .. ولا الجيش ولا حتي المجتمع الدولي بسبب فساد حكمه خاصة في ال 10 سنوات الاخيرة حيث الرائحة ازكمت الانوف رغم فساده كان مرصود في بدايات حكمه ..

الطواغيت تعميهم اغراءات السلطة والقوة .. وهو ما جعل قيادات ليبيا واليمن وسوريا ، لم تسارع لما بتسليم السلطة كما فعل مبارك ، فبدأوا بالمراوة واللف والدوران والاحتيال ايضا .. بل والتحول لخلق فوضي مقابلة ومواجهات عسكرية لا تتورع في توريط الجيش في قتل المواطنين دافعا الامور لتأخذ شكل حرب اهلية ..ولكن طبيعة الشعوب التي ثارت كانت حركتها سلمية واستمرت في ذلك مما وضع النظم في مأزق قتل مواطنيها التي ضاقت بهم السبل نحو حياة كريمة ..

استخدام البوليس السري والمخبرين فيما يسمي البلطجية او الشبيحة او المرتزقة في مصر وسوريا وليبيا .. زادت من مأزق السلطة المتمسكة بالحكم رغم عن الشعب التواق للخلاص منهم .. مما جعل شرعيتهم تتأكل دوليا .. وتململ المجتمع الدولي من التعاطي او التعامل مع تلك الحكومات التي فشلت في تحقيق رضاء شعوبها ..

غباء الطواغيت بدولنا انهم لا يفهموا ان بعد نجاح ثورة تونس ، ان هذا ليس زمنهم .. ولكنهم يحاولوا .. ورغم سوقط قتلي واراقة دماء تطالب بالقصاص من قاتليها .. هي القاصمة لنظم الحكم تلك وكتبت نهاية تلك النظم .. ولكن تختلف النهايات من كل طاغية لآخر ..

الشاهد ان ليبيا حولها القذافي لحرب اهلية .. مما عجل بدخول المجتمع الدولي متمثل بحلفه الناتو وبعض الدول العربية لتسهيل الخلاص من القذافي وحسم امره .. ولا يغفل ان اولية الخلاص من معمر لها اعتبارات آخري بجانب ثورة الشعب وهي النفط ومصالح الغرب في استمرار تدفقه .. وهو ما نفهم ان تحركات المجتمع الدولي ضد اليمن او سوريا لم تحدث بعد .. وان كانت في الطريق لامحالة ان يستمر الوضع هكذا ..

يبقي مسألة كلفة تدخل المجتمع الدولي نحو انهاء ازمة التحول الديمقراطي في اليمن وسوريا ، ومن سيتكفل بها امر لم يحسم بعد لكون تلك الدول تفتقر لذلك.. بجانب البحث عن دولة مضيف لقوات التحالف الدولي التي قد تتطلب اراضي للتمركز والانطلاق منها .. ولو استمر الحال علي هذا المنوال بسوريا واليمن فاعتقد ان من الدول المرشحة لتكون مركز لانطلاق حملات دولية للتدخل واسقاط تلك الطواغيت .. ستكون تركيا واثيوبيا ..

تركيا .. هي احد دول حلف الناتو .. وموقفها معلوم من النظام السوري .. بل وتقوم حاليا بايواء المهاجرين من سوريا من جراء قصف الجيش للشعب السوري ..  اعتقد انه بعد استنزاف محاولة الدولة العربية في وقف اهدار دماء الشعب السوري بلا ثمن .. سيدفع طاغية دمشق وعصابته ثمن ما اقترفت يداه .. اجلا او عاجلا .. لكونه لا رجعه لسابق عهده .. ولذلك فان تدخل الناتو مرة آخري في سوريا قد يكون محتملا في الايام المقبلة ..

اما اليمن فقط يكون تاليا لما لسوريا او قد يحدث حادث مماثل لما حدث مع طاغية اليمن .. لتنهي حقبة جمهوريا طواغيت العسكر بالمنطقة العربية ، لتأتي بجمهوريات مدنية حقيقية ..

معلومات عنّا Admin
Egyptian industrial engineer born in Cairo in mid of November 1963

أضف تعليق